فقدان الوالدين هو تجربة لا تُنسى، فهما ليسا مجرد شخصيات في حياتنا، بل هما الروح والدعم والحب الذي لا يُقدّر بثمن. والدي، الأستاذ الدكتور عبد الرحمن حجازي، الرجل الذي غادرنا، لم يكن مجرد أب، بل كان ملهمًا وقدوة في كل ما يمثله النجاح والتفاني والحنان.
بدأت رحلة توثيق حياة والدي المؤلف في كتابٍ يروي مسيرته الرائعة، كتابٍ يجسد التحديات والإنجازات التي مر بها، والتي صاغت منه شخصية فذّة وقلمًا متألقًا. كان والدي ليس فقط رجل الأسرة، بل كان نموذجًا للنجاح في مجال عمله. كان مؤلفًا وكاتبًا بارعًا، ترك بصماته في عالم الأدب والثقافة.
هذا الكتاب الذي بدأت في كتابته يحمل مشاعري العميقة وذكرياتي الممتدة مع والدي، الذي عاش حياة ملهمة وغنية بالتجارب والدروس. هناك الكثير ليتم سرده وتوثيقه، فقصة حياته تحمل الكثير من العبر والقيم التي تستحق أن تُسلط عليها الضوء.
في وداعه، لم يترك لنا والدي فقط بذكريات وصور، بل ترك لنا إرثًا عظيمًا من الحكم والتعاليم. تظل كلماته تردد في أذهاننا وتوجهنا في مسيرتنا، وهو يعيش في ذاكرتنا كمصدر إلهام دائم ومعلم لا يُنسى.
وفي هذا الكتاب، سأرسم صورة تُليق بتفرّده وتميزه، كاتبًا كلمات الامتنان والوفاء لرجل استطاع أن يخلّد ذكراه في كلماته وأفعاله. سأسافر في أعماق مسيرته، متأملًا كيف أثرت حياته على الآخرين وكيف يمكن أن تبقى واقفةً كنقطة إلهامٍ دائمة.
هذا الكتاب سيكون ليس فقط شاهدًا على حياته، بل سيكون تكريمًا لإرثه الثقافي والإنساني، وسيروي قصة رجل عاش بكل كلمة قالها وبكل صفحة كتبها، فكان يعيش معنى الكلمة في كل يوم من أيامه.
في كتابتي لسيرة والدي المحترم، سأحاول بكل تفاصيلها أن أنقل روحه ومساره، ليظلَّ عطاءه الفكري والإنساني محفورًا في صفحات هذا الكتاب كشاهدٍ لعطائه الدائم.
إرث والدي، يعيش داخلنا، فقد ألهمنا قيم العزيمة والتعلم المستمر، نحن، المهندس عثمان حجازي والدكتور مصطفى حجازي، نعد بأن نحمل راية أحلامه ونسعى جاهدين لتحقيقها كأبنائه الشباب".